كليوباترا

ـ1ـ
أعتذر منكم جميعاً..
لم أوفّق في وصف جمال "فافي"..
كل القصائد السابقة 
سقطتْ فنياً أمام حسنها.
وصفي لها لم يكن دقيقاً...
خذلتني عيناي..
فسامحوني.
ـ2ـ
أمامي الآن مئاتُ الصور:
فافي تبتسمُ، تجادلُ، تعبسُ،
تفكّرُ، تحزنُ، تبكي..
تقاسيمُ وجهها لا تتغيّر
ماركة مسجلة.
جميلةٌ وهي تضحك،
فاتنةٌ وهي تبكي.
ـ3ـ
مَن تشبه "فافي"؟
حالياً، 
لا تشبه أحداً،
هي الأجمل..
زنبقةٌ شقّت بتلتها،
فاحمرّت خدودُ الورد خجلاً.
عصفورة ريشها سنابلُ قمح..
لتطعمَ الفقراء خبزاً.
حوريةٌ
كسرتْ قالبَها ومشتْ
فاندلقتْ على قدميها
خوابي الغزل.
ـ4ـ
تاريخياً.. 
لم تأتِ الكتبُ بمثلها..
فتّشتُ قصورَ الملوك والأمراء
راجعتُ أسماءَ الأميرات الحسان
قرطاج..
أليسار..
أوجيني..
نفرتيتي..
وغيرهنّ.. وغيرهنّ.
يئستُ..
تعبتُ.
وفجأة صرختُ:
يا إلهي..
إنها تشبه كليوباترا.
"فافي" هي الوريثةُ الوحيدة 
لجمال جدّتها!
الآن فهمتُ سرّ حب المصريين 
لـ "فافي".
ـ5ـ
أنتم تعلمون أنني متيّمٌ بها..
ولا ثروة عندي سوى قلمي
وبيتين من الشعر.
وتعلمون أيضاً 
أن لي منافساً
ثروته السيفُ والقصور.
جاء من بلاد بعيدة
ليسرقها مني..
بربكم قولوا:
من الأحقّ بقلبها
الغريب أم القريب؟
السيفُ
أم الشعر؟
ـ6ـ
هو في "الغيب"
وأنا في الغربة.
متشابهان في البعدِ عنها.
صوتي 
أعلى من صوته،
إلقائي
أفضل من إلقائه،
سأخيفه بصوتي:
إذا كنت أنطونيو يا أنطونيو
فأنا شاعرُ الحب 
والهوى 
والجمال.
فدونك النزال.
ـ7ـ
أنطونيو أعلنَ انكسارَه.
سلّمني دفاترَ غرامه.
هناك خربشاتٌ لم أفهمْها
يفوحُ منها صوتُ عبد الوهّاب
رميتُ دفاترَه في التاريخ
ورفعتُ راية كُتبَ عليها:
"مجنون فافي"
**