يد دافئة

ـ1ـ
هل صعقكم تيارٌ كهربائيٌ
وأنتم في غفلةٍ من أمركم؟
هل انقضّت عليكم صاعقةٌ
وأنتم تتأمّلون جمالَ الطبيعة؟
كنتُ أتقدّمها بخطوةٍ
أو خطوتين..
أثناءَ زيارتِها الخاطفة لأصدقائها الكناغر
في إحدى الحدائق العامة.
هي تتكلّمُ وأنا أصغي،
وعينايَ تحدقان بالأزهار،
لأقارنَ من الأجمل:
"فافي" أم الورود؟!
ـ2ـ
فجأة.. 
حاول حجرٌ أرعن أن يوقعها،
مددت لها يدي..
أجفلني دفءُ يدها الصارخ..
سحبتُ يدي، وابتعدتُ..
وعندما تأملتُ كفّي
وجدتُ أصابعَها مرسومةً عليه.
ـ3ـ
مسكين أنت يا شاعر..
قولوها، ولا تخافوا..
فما قلته عن نفسي
يأبى الشعرُ أن يذكرَه..
ـ4ـ
لماذا سحبتُ يدي؟
لماذا ابتعدتُ؟
لماذا كنت ضعيفاً؟
سؤالٌ يشدّني من أذنيّ..
سؤالٌ يصفعني.. 
وسؤالٌ يتمتم بخبثٍ موجعٍ:
أنتَ مغفّل!
ـ5ـ
لم اغسلْ يدي اليسرى
منذ سافرَتْ "فافي"..
أصابعُها تورقُ الآن،
الزهر البنفسجي يتراقصُ بغنج 
فوقَ مسامها..
كم هي محظوظة وسعيدة،
عكس اليد اليمنى
التي تعاني من اكتئابٍ وضجر.
**