أختي

ـ1ـ
حين التقيتُ "فافي"
أصبتُ بدهشة الأطفالٍ،
فَغَرتُ فمي،
ورحتُ ألتهمُ وجهَها بناظري.
ولسانُ حالي يردّد:
مستحيل.. 
مستحيل..
ـ2ـ
ستونَ سنة،
وأنا أرسمُ شكلَ أختي..
أمشّط شعرها..
أورّد خدّيها..
أكحّل عينيها..
ألبسها الفستانَ الذي يعجبني،
الحذاءَ الذي لم تنتعلْه سندريلا.
أردتُها أن تكونَ الأجمل
خَلقاً وخُلقاً
قلباً وعقلاً
حناناً وابتسامة
فإذا بي أقفُ أمام "فافي"..
ـ3ـ
والدي،
كان يحلمُ بابنةٍ تزيّن شبّانَه الستة.
شرط أن تكون شاعرة.
فالشعرُ كان غذاءَه اليومي.
والدتي..
كانت تردّد على مسمعي:
لو رزقني الله بابنة
لأسميتها "فرح".
وأطلّ الفرحُ مع "فافي".
ـ4ـ
راسلتها كثيراً..
مازحتها كثيراً..
وأهديتُها الشعرَ والأماكنَ..
كانت بعيدةً كأمل،
وقريبةً كحلم..
وعندما تلقّحَ الأملُ بالحلم:
وُلِدت "فافي".
ـ5ـ
كلّ ما فيها جميل:
طلتُها، ابتسامتُها، حديثُها،
ثقافتُها، خفّةُ دمها وشاعريتُها.
باختصارٍ شديد..
إنها "الأختُ" التي رسمتُ.
ما من شيءٍ ناقص..
سوى الإعلانِ عن اسمها.
ـ6ـ
يا رجالَ العالم،
يا شعراءَه الأفذاذ..
أحبّوا "فافي"
غازِلوها..
ارسلوا لها الورودَ..
دبّجوا لها قصائدَ الغرام..
ولا تخافوا لومةَ لائم..
إنها أختي..
وأنا أبصمُ لكم 
على بياض..
ـ7ـ
يا نساءَ الكون..
أحبِبْنَها،
كرّمنَها،
إجعلنَها القدوةَ والنبراس..
هيَ لكُنّ الصوت
إن بحّت أصواتكنَّ.
وهي لكُنَّ الأمل،
إن صادروا آمالكنّ.
نادراً ما تجتمعُ الأمهاتُ بامرأة!
نادراً ما تنبتُ البطولةُ بطلة.
"فافي" 
هي 
"جان دارك" 
مصر.
ـ8ـ
أحبّك يا "فافي"
نكايةً بكل أعدائك..
وإن لم يكن "للملائكة" أعداء؟
كوني الأخيّةَ لكل محروم،
البلسمَ لكل مظلوم..
الدمعةَ لكل أمٍّ ثكلى..
فلن أسمّيكِ "فرح"
كما حلُمتْ أمي..
ولن أسميكِ "فافي"
كما شاءَ أهلُك..
سأناديك، وليسمعِ الأصم:
أختي..
ـ9ـ
رنّمي يا بلابلَ لبنان:
مباركٌ الآتي باسم الربّ.
إصدحي يا حساسينَ أستراليا:
طلعَ الفجرُ علينا.
وافرحي يا أهراماتِ مصرَ..
لقد
وجدتُ
أختي.. 
"فافي".
**