رسالة

ـ1ـ
لأول مرة.. 
أرفع راية النصر..
وأمتطي حصاني كفارسٍ عربيّ
تنمردَ كالأبطال القدماء.
إنه 
يومُ 
انتصاري.
ـ2ـ
أجل..
لقد جندلت "فافي" برسالة واحدة
وربحت بالدمعة القاضية.
هل رأيتم أحداً 
يربح بالدموع
غيرَ 
الشعراء.
اسمعوها تعترف بهزيمتها: 
"أشكرك..
على رسالتك التي أبكتني.
منذ دهور طوال 
كنت بحاجة إلى البكاء. 
البكاء صحة، 
وعافية، 
ودليلُ حياة.
أشكرك..
على كل دمعة طفرت من عينيّ 
لأنها منحتني سنواتٍ إضافيةً 
أحياها"
ـ3ـ
مسكينة "فافي"..
لقد منحتها عمري
ولم ترضَ به..
إذن..
دعوها تبكي..
ودعوني أتنعّم بسماع 
صهيل 
حصاني.
ـ4ـ
سجلي يا جبالَ كاتومبا
وافرحي يا أخواتها الثلاث.
ارقصي يا كناغر أستراليا
واصدحي يا طيورَ الباسيفيك.
لقد أبكيتها حقاً..
فبعد طول انتظار
أخذت بثأري من "فافي".
ـ5ـ
حسبتُ نفسي ضعيفاً
فإذا بها أضعفُ مني!
الآن،
الآن فقط..
أصبحنا متعادليْن 
بعدد 
دمعاتنا.
ـ6ـ
ما بي؟..
أشعر بالدوران والغثيان..
انتصاري عليها كان كاذباً..
شرارة من الندم تحرقني..
كلما فكرت بذبول عينيها.
ليتني كنتُ الفرح،
لتتطاير من شفتيْ "فافي"
عصافيرُ ابتساماتي..
ـ7ـ
أقسمتُ، يومَ التقيتها،
أن أهديها الكونَ
كي لا تضجرَها الأمكنة.
خطإي الأوحد 
أنني كتبتُ رسالةً أبكتها..
أسفي المعتم 
أنني لم أكسر القلمَ الذي خطّها..
أملي الأكبر..
أن تعيدَ "فافي" الرسالةَ إليّ،
كي أعلنَ انكساري.
**