جبران ومَيّ وفافي

ـ1ـ
حين أفكّرُ بجبران خليل جبران
يجتاحني الحزن..
أحبَّ مي زيادة 
ولم يرمِ شِباكَ بصره المشتاق
في بحيرةِ جمالها.
الرسائلُ التي حملت حبَّهما 
عبر البحار،
كان لموزّع البريد 
الفضلُ الأكبر 
في حمايتِها من الضياع..
لولاهُ 
لما عرفا الحب.
ـ2ـ
أما أنا.. 
فلقد التقيتُ "فافي"
أسبوعاً كاملاً..
وجهاً لوجه..
ابتسامة بابتسامة..
قصيدة بقصيدة..
وعندما رفعت يدها مودعةً
قبّلتُ 
تلك 
اليد.
ـ3ـ
تقولُ الحكاية، 
ونادراً ما تكذب،
إن الجنون تملّك ميّ 
لأنها لم تمتلك جبران..
كان بالنسبة لها
تمثالَ إلهٍ
يجب اقتناؤه.
لكن "بوسطن" الإمبريالية
سبقتها إليه،
حجزته في غرفةٍ باردة،
وأرسلته الى "بشري"
جثة هامدة.
ـ4ـ
مي لم يهمسْ جبرانُ بأذنها
كلمة واحدة..
"فافي" همستِ الكثير،
ولم تهمسْ شيئاً:
ـ خبّرني بالله عليك
من أي قبسة نور 
خلقكَ الله؟
جبران مات حزيناً
أما أنا..
فسأموتُ 
غيظاً.
ـ5ـ
أتمنى الجنونَ
كمي زيادة..
والموتَ وحيداً 
كجبران خليل جبران..
شرط ان ألتقي "فافي"
مرّة ثانية.. 
ولو 
بالحلم
ـ6ـ
ما أصعبَ أن يعيش الشاعرُ
في عصر المستحيلات.
ما أصعب 
أن 
يتعذّب 
الشعراءْ.
**