صفر مدوّر

ـ1ـ
ما من رسالة
أرسلتها لـ "فافي"
إلا وذيّلتها بعبارة:
إملإي مكانَ النقط:
(.......)
أحببتُ أن أهديها الله
فأحبّتْ 
أن 
تتجاهلني.
ـ2ـ
الكلمة سهلة يا "فافي"
يقولها الزوجُ لزوجته..
الحبيبُ لحبيبته..
الصديقُ لصديقته..
والأخُ لأخته..
لكنّ "فافي"
لم تكتبها !
ـ3ـ
أنت أمٌّ يا "فافي"..
والأم لا تحفظ من مفرداتنا العربية
إلا هذه الكلمة.
تطعمها لأطفالها مليونَ مرة في الدقيقة،
تغذيهم بها..
تنمّيهم بها..
قبل أن يتذوّقوا الخبزَ والحليب.
أعرفتِها الآن؟
أبو الهول أجاب،
وفافي ما زالتْ صامتة.
ـ4ـ
أجيبي يا "فافي"..
لأقدّمَ لك على صينية من ذهب 
جسرَ سيدني الرائع.
أعجبتها الهدية..
ومع ذلك هددتني بالحجر:
ـ لو علمت حكومة سيدني لأقامت الحجْرَ عليك
جسر سيدني مرة واحدة؟
يا أكرم من الطائي.
ضمّت الجسرَ الى مقتنياتها..
وضحكتْ عليّ!.
ـ5ـ
ما بها ترفض الله!
والله محبة..
سأهددها هذه المرة،
سأظلمها بشدة..
إن لم تكتبها 
سأمنحها صفراً مدوراً
أكبر من الهرم الأكبر.
خافت "فافي" من "الصفر" فكتبتْ:
ـ أنتَ هدية السماء..
إجابة ذكية ولكنها خاطئة.
أعطيتها الصفر.
صاحت بلهجتها المصرية المحببة:
ـ ليه أخدت صفر؟
أول مرة أرسب!
ـ الجواب خطأ.. خطأ.. خطأ..
ـ هذا موضوع تعبيري 
من حق الطالب أن يضع ما يراه مناسباً 
من وجهة نظره الخاصة. 
وأنا وضعت مكان النقط 
ما يصفك بالنسبة لي. 
حقي آخذ عشرة من عشرة. 
أنت مدير امتحانات غير عادل.
أجل..
لقد كنت غير عادل..
غيّرتُ العلامة..
منحتها عشرة من عشرة
وطبعتُ "صفرها"
شامةً 
على خدّي.
ـ6ـ
"فافي" لن تملأ الكلمة..
وصبري بدأ ينفد..
ألستم تحبّون "فافي"؟
ساعدوني إذن..
تعالوا نهديها المحبة..
قولوها معي بصوت واحد،
ولكن بلساني أنا:
أحبّكِ.
...
وااااو.. 
"فافي" منحتني
مئة 
على 
مئة.
**