العذراء

ـ1ـ
منذ ربع قرن..
خلّدني "العصامي" الجبيلي*
بجائزة تحمل اسمي،
ما كان ليؤسسها
لولا وجود مبدعين
يشرّفون الحرفَ والإنسانَ،
مثل "فافي"
ـ2ـ
المحزنُ حقاً
أن الجائزة الوحيدة 
التي لم يوقعْها،
كانت جائزة "فافي".
رحلَ قبل شهور
وضاع منا توقيعه.
وقبل أن نجده لنلوّنَ فيه البراءة..
طارت "فافي"
ـ3ـ
شاعرة، أديبة، ومناضلة  
بعظمة "فافي" 
لن تكبرَ بجائزتي،
ولا بأية جائزة،
بل الجوائز هي التي تتشاوف بها.
وها هي من أرض الكنانة،
من أم الدنيا..
تحاول أن تمتحنَ ذكائي:
ـ إحذر أين وضعتُ 
ميدالية الجائزة؟
بشرفي لن تقدرَ أن تخمّن.
لو خمنت..
سأعطيك مكافأة
وإن أخطأتَ
- كما أنا موقنةـ
ستأخذ صفراً من عشرة"
وغاب عن بال "فافي"
أنني أضع نظارةً
نسيتْها في مطعم البيتزا
كي أرى ما ترى.
خمّنتُ المكان بسهولة..
طنّت في أذني صيحتها:
ـ يا إلهي! 
كيف عرفت؟
ـ4ـ
تكريماً للجائزة
علّقتها "فافي"
على صدر تمثال أمّنا العذراء 
سيدة العالمين..
ولم تدركْ أنني عرفتُ
ساعة استلامها لها
أن موضعها سيكونُ مقدّساً.
ـ5ـ
مكافأتها أدهشتني
أفرحتني..
أرسلت لي صورة
تحضنُ المجد والقداسة.
قبّلتها..
وشكرت "فافي".
**
 
* الدكتور عصام حداد مؤسس جائزة شربل بعيني في مدينة جبيل اللبنانية.
**